تبدأ نوال السقاط عملها بالتجريدي، نسخ عن أعمال الأساتذة الكبار، ومن خلال الصور الفوتوغرافية تكتشف غموض الأطلس وألوانه الدافئة.
حيث تطمس شخصياتها الأنثوية في ضبابية تحيلها إلى التجريدي.
هذا المسار يجعلها تشعر بعاطفية أكثر، بوميض الضوء و الحياة و كذا العالم المحيط بها.
هذا العالم الذي يتباعد و يتقارب في حركية دائمة.
نوال، تلك المرأة العملية و الحساسة في آن واحد و التي من خلال عملها تأخذنا إلى انفعالاتها و شكوكها التي تعيشها و التي تربطها بكيانها، و معاشها، و إحساسها الدقيق للملاحظة البشرية.
تعتبر لوحات نوال بمثابة بحث عن الضوء، ذالك النور الذي يشكل بالنسبة لها « الحياة و الوجود الفعلي ».
إن التمعن في ذالك البياض النقي أو المختلط قليلا، و المسيطر على النيران المتوهجة الطامسة للمعالم البشرية في منحنيات ناعمة و محددة بغمرة و أوراق الذهب و الأرجوان، و التي تتدفق نحو حرية غير محدودة.
تعد أعمال نوال قراءة للفرح، و التمزق و الحزن و أيضا لقوة الحياة، في جميع أحوالها.
انها لوحة تخفي رسالة هادئة، تدل على حرية الحركة لنوال و المتمثلة في هويتها كامرأة مغربية.
دانيال شانز
مديرة متحف الفن و التاريخ في دراجينيو
تذبذبات، و أحاسيس، و ألوان خفية……. ترنيمة لفرحة نوال
من خلال أعمالها تعبر لنا نوال عن جوهر رسالتها الإنسانية.
يمك للمرء أن يكتشف بكل ابتهاج، رسائل الحب، و الهدوء، و الانسجام التي تريد أن توصل لنا معناه.
من المستحب، التعرف على منطق رحلتها كفنانة.
إن هذه المرأة العملية تفاجئنا دائما بحسها القوي للملاحظة البشرية و المر فوق دائما بلطفها. إنها تجعلنا نحلم و نتخيل من خلال أعمالها بان الإنسان في تقدم مستمر لبناء مجتمع أفضل. فشكوكها سرعان ما تتحول قوة، و إقناع و التزام لامرأة عصرية كما تظهرها لنا أشكال و رؤى أعمالها. فهي بلوحاتها تتجاوز الواقع اليومي، للمواطن العادي لتعطي لعملها البعد المقدس.
فمن الواضح أن مجرد التفكير في أعمالها يجعلنا نقوم برحلة مبدئية في عالم السحر و الواقع و العواطف، الحياة بمعناها الشامل.
بالإضافة إلى ذالك، فالدينامية الجديدة التي تريد نوال تجسيدها من خلال لوحاتها الثلاثية الأبعاد تضعنا أمام فكرة ارتباط الأشياء ببعضها.
الوحدة في التنوع.
إذا كان التوازن مبتغى كل منا، فان نوال تعد من بين سفرائه.
و بذالك فانك يا نوال قد طبقت في الوقع مقولة الأمير الصغير لسانت اكسبيري » اننا لا نرى الا بقلوبنا، لأن الأساسي لا يرى بالعين المجردة ». واصلي محاكاتك لنا عن لغة الحب، و الحياة من خلال أسرار لوحاتك.
يا أيتها النجمة .
جون كريستوف ميسينا
أنوثة معبرة و شغوفة
يجب الاعتراف بأنه و لقرون عديدة كان تاريخ الفن التشكيلي حكرا على الرجال. فكان من الضروري انتظار نهاية القرن 19 للتمكن بعض النساء من ولوج هذا العالم و أواسط السبعينات في القرن 20 كي يتمكن المؤرخون من إعطاء المكانة المناسبة للفنانات في تاريخ الفن التشكيلي. و لا تزال الطريق طويلة. إذا كانت أرتميسيا جينتيلسكي و سوفونيسبا أنكيسولا لم تعودا مجهولتين لذا جمهور كبير. فمن يتذكر كاترين دوشمان، أول امرأة ولجت الأكاديمية الملكية للفن التشكيلي في عهد لويس 14 ؟ و من يشك و لو للحظة أن عددا من لوحات الفنان التشكيلي فرانس هال هي على الأرجح من انجاز زوجته، بل أكثر من ذالك فهي لا تمثل الحالة الوحيدة أو الإستثناء. ففي أيامنا هذه أن تكوني امرأة و فنانة تشكيلية يتطلب قوة الشخصية على جميع المستويات.
تعيش داخل نوال قوة و استبسال تترجمهما عبر خلط المادة بالألوان في تباين متناغم. عمودية في انجاز اللوحات. استقامة في المواد. اساس قوي، باختصار و في كلمة واحدة : صلابة. و بعد، فمداعبة الريشة للوحة تنتج لمعانا ضبابيا، يعدل قوة الخطاب، و يمنحه قليلا من العذوبة. » فكل واحدة من لوحاتي تخفي سرا، تقول نوال السقاط عندما نسألها عن أعمالها. ككل فنان، فأنا أتأثر بكل ما يدور من حولي. » على ما يبدو أنها لا تريد قول المزيد عندما تسترسل : « يمكن القول أنه نهج ثقافي مرتبط بحياتي كامرأة مغربية. »حياة امرأة، هذه إذا هي المنظومة. تلك الألوان و الظلال الرمادية التي تستند إلى حمرة الدماء كأنها كسور سامية، تكشف عن أنوثة ممزقة بين السماء و الأرض، بين الجسد و الحياة التي تمنح الحياة و تريد أن تطير. أنوثة معبرة فعلا.
لوحات نوال السقاط ليست تجريدية، بل تصويرية، كونها ليست أشكالا رياضية أو فكرية نقية، بل هي انعكاسات لتعبير خصب، يمكن القول أنها نسمة الروح. « بعد مدة طويلة في العمل التصويري، تقول نوال، لقد وجدت طريقي نحو العمل التجريدي و لكن بعد معاناة كبيرة »
لتعبر عن نفسها، فنوال السقاط تجمع المواد و ترتب الأشكال كما يفعل الكاتب بالأفعال و الكلمات. فهي ترسم، تلصق، تمزق، و تعيد أثبات المواد، بدون لا كلل و لا ملل، فوق لوحاتها حتى تحصل على التوازن المطلوب. فاستخدامها لأوراق النحاس أو الفضة في لوحاتها الصغيرة يحيي التقاليد القديمة حيث كان الحصول على الضوء يتم من خلال هذه الألوان و ليس من خلال الأبيض. و عندما لا يكفيها القماش، فان نوال السقاط تستخدم منسوج السجاد المغربي القديم. وبهذا فإنها تربط في الزمان بين المنسوج القديم بأيد مجهولة و عملها الفني الراهن.
فالطاقة المشعة من لوحات نوال السقاط تذكرنا بأن الرسم، و الإبداع لا يمكن أن يتم بدون إحساس أو شغف. فهدا ليس درسا أو قاعدة بل هو مجرد مثال جيد.
ألان كودري ناقد و كاتب في عمود الفن في مجلة أخبار الفن